جاري تحميل الصفحة
مدارس المهدي
الثلاثاء, 05 كانون2/يناير 2016 11:44

من مشكلات الإنسان المعاصر

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

"قلق المستقبل وأسئلة النهايات"

... إذا كان الإنسان عدواً لما يجهل، فإنه – وبسبب إستغراقه في التفكير المادي عدوّ لكلّ ما هو غير محسوس، لأنه وفقاً لنزعته المادية فإن كل ما هو غير محسوس، غير موجود، هكذا يكون "الموت" و"المستقبل" و"الروح" و"الغيب"...وقد يكون "الفكر" كذلك من أهمّ وأخطر أعداء هذا الإنسان، ومكامن جهله، وبالتالي:"خطره".

... هكذا فإن مأزق الإنسان المعاصر العالق في التكنولوجيا و"المادية" التي شرَخَت إنسانية الإنسان مهمشة إياها عبر الخروج من قيم الأخلاق والثقافة والروحانية والتربية الجمالية، ومما يبرز كسمة واضحة لهذا الإنسان: قلق المستقبل، وسؤال النهايات.

... هذا ويميل المزاج العالمي اليوم إلى الكثير من التشاؤم والقلق، القلق من الكوارث الطبيعية التي خلفها النمط الحياتي المعاصر، والقلق من التّسلّح الذي يعبّر عن الغريزة الطبيعية للمحافظة على الذات، والذي لولاه لتحوّل العالم إلى ملايين الفرق المتناحرة، والقلق من قطب قوة الإستكبار الغاشمة ، والتي تثقل صدر الحضارة الإنسانية، هذه الحضارة التي ترزح تحت ثقل تأليه المال والقوّة والسلطة، فنرى الإنسان اليوم، في حركة ليله ونهاره كلها، يشغلها الحيّز الأكبر من همومه تأمين أولويات معيشته، مما يعيق ويحول دون أن يعطي الجانب المهمّ من حركته إلى العمل المنتج والفكر المفيد.

"أثناء عملية إعادة البناء وبروز مساحات زمنية يغلب عليها الفراغ الروحي والأخلاقي ويحفز النظام ومراقبة العقل والوجدانيات النبيلة على السلوك، يطلق حينئذ العنان لكلّ ما هو غامض وغير أخلاقي وتافه في الطاقة الغرائزية والإنفعالية عند الإنسان."1، هكذا نرى بروز حالة اللاثقافة تطفو على سطح السلوكيات الإجتماعية، فيظهر الأدب السيء والفنّ الرخيص والموسيقى المبتذلة والتّعلّق الكبير بتشييء الامور حتى المشاعر، كل هذه الأرضية تشكّل مدخلاً كبيراً للإستغراق في مساوئ الجانب السلبي للعولمة: العبثية والوهن الإنساني والتّخبّط بين التساؤلات الوجودية من جهة وتساؤلات النهاية من جهة أخرى.

... لقد تعوّدنا في في رأس كل سنة ميلادية على استضافة كل من له علاقة بما يسمّى "المنجّمون" أصحاب "التوقعات" و"الإستشرافات" وكل من يعمل في مطبخ المخابرات العالمية للتلاعب بالعقول، بهدف التّعلّق بفكرة، هي خشبة الخلاص للإنسان المادي المتخبّط في بحر القلق الوجودي. في كل سنة، يتكرّر المشهد سنوياً، ليتمّ استضافة كل من يخدم المتلاعبون بالعقول من بعيد أو قريب، عن قصد أو غير قصد، الذين يتوقّعون للناس ما سيحصل لهم، ويحدّدون لهم طرائق نهاياتهم، ثمّ تغريق المكتبات ودور النشر بالكتب التي تتضمّن توقعات الأبراج الميلادية والصينية وغيرها من الطرق التي تعبر عن ما سيحصل مع الإنسان الفرد، أو على مستوى المجتمعات والدول، لتحقّق ما يلهث ضمير الإنسان المعاصر ورائه:"سؤال النهاية".

إن الواقع المعاصر الإستهلاكي والمتوتر، يدفع المرء للتفكير بالحلول، تلك الآمال المستعصية في نظام إقتصادي يقوم على زيادة الغني غنى، وزيادة الفقير فقراً، فتلوح تلك التوقعات والتأملات الإستشرافية والخرافية، كبارقة امل للإجابة على سؤال النهاية، للتعبير، الواعي واللاواعي، عن رغبة الإنسان في التغيير والخلاص من تأزّم واقعه.

إلا انه وفي المقلب الآخر، يؤدّي هذا اللجوء للتوقعات وهذه الإستكانة إلى حالة من الخمول الفكري حيناً والفراغ النفسي أحياناً أخرى، بعدما تمكّنت التكنولوجية، والعولمة العاصفة من تفريغ الإنسان من كمالاته الروحية والفكرية وسوقه بالإتجاه المعاكس نحو الفراغ والعبثية واللاثقافة واللاتربية، حيث أصبح من سمات الكثير من الناس أن يستقيلوا من الحافز الإنساني الفطري والطبيعي نحو الإبداع، ويصبح لاهثاً وراء أولويات لا تلتقي وكمالاته الروحية والإنسانية والقيمية التي هي من صلب تكوينه وفطرته وطبيعته....عندها يطلب المرء المستحيل الذي قال فيه الإمام الصادق (ع):"لا تطلبوا المستحيل، الراحة في الدنيا..."

على المقلب الآخر:

قال الله تعالى في كتابه العزيز:"وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" (إبراهيم 34)، وارض بما قسم الله لك، وما ابتلاك به، تكن مؤمناً حقاً، وتعش سعيداً في الدنيا والآخرة.

وقال الإمام الصادق (ع): "لم يكن رسول الله (ص) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره".

وعند سؤاله: "بأيّ شيء يُعلم المؤمن بأنه مؤمن؟ قال (ع): "بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط". وورد خبر طويل في كتاب "تحف العقول عن آل الرسول (ص)، في جواب رسول الله (ص) عن جملة من المسائل التي طرحها عليه راهب يعرف بشمعون، آمن به وصدّقه. قال (ص):

" يا شمعون، إن لك أعداء يطلبونك ليسلبوا دينك من الجنّ والإنس.

فأما الذين من الإنس، فقومٌ لا خلاق (نصيب) لهم في الآخرة، ولا رغبة لهم فيما عند الله، إنما همّهم تعيير الناس بأعمالهم، لا يعيّرون أنفسهم ولا يحاذرون أعمالهم، إذ رأوك صالحاً حسدوك، وقالوا: مراء (أي مرائي)، وإن رأوك فاسداً قالوا: لا خير فيه.

وأما أعداؤك من الجنّ: فإبليس وجنوده، فإذا أتاك فقال: مات إبنك، فقل: إنما خلق الاحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني الجنة، إنه ليسرّني.

فإذا أتاك وقال: قد ذهب مالك، فقل: الحمد لله الذي أعطى واخذ، وأذهب عني الزكاة، فلا زكاة عليّ.

وإذا أتاك وقال لك: الناس يظلمونك وأنت لا تَظلِم، فقل: "إنما السبيل ـ يوم القيامة ـ على الذين يَظلمون الناس"، ,"ما على المحسنين من سبيل" (التوبة 91)

وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك، يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني.

وإذا أتاك وقال لك: ما اكثر صلاتك، فقل: غفلتي أكثر من صلاتي.

وإذا قال لك: كم تعطي الناس؟ فقل: ما آخذ أكثر مما أعطي.

وإذا قال لك: ما أكثر من يظلمك! فقل: من ظلمته اكثر.

وإذا أتاك وقال لك: كم تعمل؟ فقل: طالَ ما عصيت.

وإذا أتاك وقال لك: اشرب الشراب، فقل: لا أرتكب المعصية.

وإذا أتاك وقال لك: ألا تحبّ الدنيا؟ فقل: ما احبها وقد اغترّ بها غيري.

يا شمعون، خالط الأبرار واتّبع النبيّين: يعقوب ويوسف وداوود (عليهم السلام)....

إعداد المعلّمة زهراء مكة"

وحدة الاجتماعيات

ثانوية المهدي" شاهد"

 

معلومات إضافية

  • مصدر الخبر: شاهد
  • الكاتب: المعلّمة زهراء مكة"
  • الشخصية الراعية: -
  • مكان النشاط: -
  • النوع: خبر
قراءة 28312 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

الرزنامة


نيسان 2024
الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت
31 1 ٢٢ 2 ٢٣ 3 ٢٤ 4 ٢٥ 5 ٢٦ 6 ٢٧
7 ٢٨ 8 ٢٩ 9 ٣٠ 10 ٠١ 11 ٠٢ 12 ٠٣ 13 ٠٤
14 ٠٥ 15 ٠٦ 16 ٠٧ 17 ٠٨ 18 ٠٩ 19 ١٠ 20 ١١
21 ١٢ 22 ١٣ 23 ١٤ 24 ١٥ 25 ١٦ 26 ١٧ 27 ١٨
28 ١٩ 29 ٢٠ 30 ٢١ 1 2 3 4
لا أحداث

مواقع صديقة

Image Caption

جمعية المبرات الخيرية

Image Caption

مؤسسة امل التربوية

Image Caption

مدارس الامداد الخيرية الاسلامية

Image Caption

المركز الاسلامي للتوجيه و التعليم العالي

Image Caption

وزارة التربية والتعليم العالي

Image Caption

جمعية التعليم الديني الاسلامي

Homeالادارة
situs togel dentoto https://dentoto.cc/ https://dentoto.vip/ https://dentoto.live/ https://dentoto.link/ situs togel situs toto toto 4d dentoto omtogel http://jeniferseo.my.id/ https://seomex.org/ omtogel