في اطار التعاون الدائم لنجاح العمل قام ناظر المرحلة الثانوية في ثانوية المهدي بنت جبيل(ع) بتنفيذ ورشة تعريفية على برنامج النظار الالكتروني للنظار الجدد تم خلالها استعراض مميزات البرنامج والية ادخال المعلومات وسحب وثائق المعلمين والمتعلمين، فكانت ورشة مثمرة على مختلف الصعد.
اللهم كن لوليّك الحجّة بن الحسن وليًّا وحافظًا....
قبل دخولي إلى مدارس المهدي(ع) كنت أسمع وأردّد دعاء الحجّة، ولكن كنت أقوله، وأردّده كواجب ديني، وعندما أصبحت إحدى معلمات مدارس المهدي(ع) فاجأني قرار اعتماده دعاء صباحيًّا يوميًّا في المدرسة، ولكن قلت بما أنّ المدرسة باسم الإمام المهدي، فمن الطبيعي أن يتم اختيار دعاء يتعلّق بذكره، ورحت أردّده مع التلاميذ كلّ صباح، ويومًا بعد يوم وسنة بعد سنة ، بات للدّعاء عندي ميزة خاصّة، وصرت أحسّ بمعاني الكلمات وقوّتها، وإذا سمعته في أي مكان أردّده بقلبي قبل لساني، وأشعر أنّه دعاؤنا، دعاء مدارس المهدي(ع).
وبات الصّباح المهدوي شعاع إشراقات شمسنا، وضوء ليالينا المظلمة وصدى عملنا اليومي، وأنفاسنا الّتي تشعرنا بالحياة، وأصبح دعاء الحجة أوراقنا الحريريّة الّتي ندوّن عليها حكايات أجيال مدارس المهدي(ع)، حكايات أطفال حفروا في قلوبهم منذ لحظات ولادتهم الأولى حبَّ محمّد وآل بيته، ووفاء لم ولن يعهده إلا من عشق الحسين(ع) وعاش آلام زينب(ع) ونادى يا مهدي أدركنا، حكاية بدأت ولن تنتهي – بإذنه تعالى- إلا بظهور الإمام(عج)، فرحلة أجيال مدارس المهدي(ع) سلسلة فيها تباشير الجنّة، لأنّ فيها شهداء ساروا على خطى أئمتهم، وردّدوا صادقين دعاء اللهمّ كن لوليك الحجة بن الحسن وليًّا وحافظا ... وجعلوا كل ما يقومون به تحت رايته، وفي سبيل نيل رضا الله ورسوله، وآل بيته، وهكذا تحوّل دعاء الحجة عند كل من تربّى وعاش في مدارسه إلى نشيد للحياة لأنّه يستحق الحياة. وردّدوا معي اللهمّ كن لوليك الحجّة ابن الحسن وليًّا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا، وتمتعه فيها طويلا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثانويّة المهدي (ع) شاهد
منسقة اللغة العربية
هدى حايك
تستحضرني وأنا أكتب هذا المقال مشاهد تلاميذ كانوا على مقاعد مدرستنا الحبيبة، لكنّهم تخرّجوا منها - أو خرجوا منها- تاركين إضافة إلى أسمائهم وصورهم طرائف مضحكية مبكية في آن معاً... لأنّها- وإن استترت خلف الابتسامة العريضة التّي ترتسم على وجوهنا- إلاّ أنّها تخفي معاناة لغتنا وغربتها في واقعها، وتظهر حجم السّدود الّتي يقيمها أبناؤنا معها وقلّة الجسور الّتي تبنى للعبور نحوها.
أولى هذه الطّرائف كانت مع تلاميذي في الصّفّ التّاسع الأساسيّ، فبعد شرحي لدرس العروض، أجريت امتحاناً جزئيًّا طرحت فيه أسئلة حول واضع هذا العلم وأهمّيّته وأسماء بعض البحور، وكانت العلامات مرتفعة، ولكن استوقفتني إجابة أحد التّلاميذ إذ ذكر أنّ "فش" هو واضع البحر المتدارك بعد موت أستاذه الخليل بن أحمد الفراهيديّ، شطبت الإجابة وكلّي عزم على الاستيضاح من التّلميذ صاحب الإجابة بعد توبيخه على فعلته.
في اليوم التّالي تسارعت خطواتي إلى الصّفّ لمعرفة هذا المكتشف الجديد "فش"، وصلت وفور رؤيتي للتّلميذ النّجيب سألته: من هو فش؟ ألم تدرس الدّرس جيّداً؟ لو كان درسنا عن لاعب كرة قدم أو عن أحد مشاهير الشّاشة لحفظت اسمه الأجنبيّ على الرّغم من أعجميّته بشكله الصّحيح، ولكن حين يتعلّق الأمر بلغتنا الأم تدرسونها باستخفاف تحفظون شيئاً وتغيب عنكم أشياء، فمن أين أتيت لي بالمكتشف "فش"؟
وقف التّلميذ مذهولاً من استنكاري في حين أنّ التلاميذ الآخرين غارقون بالضّحك من هذا المكتشف الجديد، لكنّ التّلميذ سرعان ما أجاب إجابة ملأها الثّقة بالنّفس قائلا: أنت من ذكر ذلك في الصّفّ!
أصابتني الدّهشة فقلت: أنا؟ فبادرني قائلاً: نعم ألست من قال أنّ "الأخ فش" هو من وضع البحر المتدارك بعد موت أستاذه الخليل بن أحمد؟!.
انفجر الجميع بالضّحك، لكنّني قلت لهم جميعاً: رحم اللّ... الخليل بن أحمد أما كان بإمكانه اكتشاف المتدارك قبل موته فلا نضيع بين الأخفش والأخ فش!....
أمّا الحدث الطّرف الثّاني فكان مع تلامذة الصّفّ العاشر، إذ أنّني بعد شرح وتحليل قصيدة الجسر للشّاعر خليل حاوي، طرحت سؤالاً على أحد تلامذتنا حول مصادر الإيقاع فيها، فما كان إلاّ أن أجاب بكلّ ثقة وفخر بنفسه لأنّه يعلم الإجابة قائلاً: "من مصادر الإيقاع في القصيدة اعتماد الشّاعر على البحر الخليليّ"، هنّأته على إجابته، لكنّني سألته مباشرة: "ماذا نقصد بالبحر الخليليّ؟"، فأجاب مرّة ثانية وبكلّ ثقة واعتزاز بالنّفس أيضاً أنّ القصيدة هي للشّاعر خليل حاوي فمن الطّبيعيّ أن نسميّ البحر الّذي نظمت عليه بالبحر الخليليّ.
سكت في حين أنّ بعض المتعلّمين انفجروا ضاحكين في حين أنّ بعضهم الآخر حاول السّخرية من تلميذنا النّجيب، فقلت في نفسي هذه المرّة: لو سمع الخليل بن أحمد الفراهيدي كلام صديقنا في الصّفّ العاشر لفضّل الموت قبل اكتشاف بحوره وقد نسبت لغيره.
أمّا الحدث الطّريف الثّالث فقد حدث معي مؤخّراً في عمليّة متابعتي للدّراسة الجامعيّة، إذ كان عليّ أن أدرس البحور الشّعريّة التّي اعتمدها شاعراً عامليّاً كنت قد اخترته أنموذجاً لبحثي، فرحت بتقطيع أبياته وقد جاوز عددها ألألف من الأبيات العموديّة، استغرقت معي الدّراسة العروضيّة أسبوعاً وأنا غارقة في البحور السّتة عشر، أراجع تفاعيل هذا وجوازات ذاك، بعدها قمت باحتساب النّسب المئويّة للتّفاعيل الأساسيّة والنّسب المئويّة للجوازات الطّارئة ولأماكنها وذكر الغاية منها، واحتساب عدد الرّوي المعتمد وكذلك القوافي. أسبوعاً قضيت وأنا في بحر لا قرار له من فعولن مفاعيلن مستفعلن متفاعلن، وأنا أنتظر بفارغ الصّبر أن أجد بيتاً يخالف تفاعيل وعلم الخليل بن أحمد، وطال انتظاري سدىً. أنهيت هذه الدّراسة وأنا أقول: سامحك اللّ.. يا خليل أنت متّ وارتحت وتركتنا نحن نحفظ تفاعيلك فنضيع بين الخفيف والبسيط وبين الهزج والرّجز.
فاطمة شعبان
معلّمة اللّغة العربيّة/ الحلقة الرّابعة
ثانوية المهدي(ع) شاهد
2015- 2016
لا أحداث |