ليتنا كنّا نعلمُ أنّك أوّلُ أسراب أيلول المهاجرة!
...هو التّعب أغمض جفنيك الحائريْن لترتاح أنامُلك بعدما داعبت الرّيح طويلًا وداعبها "حفر على ياقوت العرش" حيث جُنّت أحرفُك لنبصر فيها وجه اللّه وذاك الهَدي ، وتلك النّجوى المبحرة في إلهام الشّعراء.
رحلْتَ وصوتُك المسكونُ بالحزن يفتح شبابيك التّيه ويفرش لعينيك وَردًا وورِدًا علّه يسكب للمرّة الأخيرة بعضًا من إشراق كلماتك " ويغطّي وجهك المحروس بالرّمل كي تنام" ...
لا ،لن تغيبَ وإن حاكت " حفنة من دخان القرى" شائعةَ الغياب ، او أعلت أشجارُ الزيتون صوتَها بآهٍ زينب .. واشتكى الحنينَ ترابُ الجنوب ... محمّد علي ،عندما "عزفت على الكلمات" اهتزّ وجدان الجنوبيّين.. فقراء وفلّاحين.. نسّاكًا ومجاهدين... وعبروا معك نحو الحبّ المجنون ..حيث الأوطان تكسر قيودها بمداد الشّعراء ودماء الشّهداء .
" فتى الزّمان" رحل ، دخل العالم التّرابيّ وبيده " شمس محمّد " الّتي لن تنطفئ أو يطويها الفناء ، وتبقى إشراقاتها ساطعةً في سماء الأدب ، وإن بكاه "دمع القصيد" كلّما داهمه الحنين.... لقد ترك أرضنا اليباب ليُعلي شمسه الجديدة في عالم الخلود.
معلّمة اللّغة العربيّة: ليلى شومان
ثانويّة المهدي بعلبك