جاري تحميل الصفحة
مدارس المهدي
الادارة

الادارة

ادارة موقع مدارس المهدي

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

النصّ الكامل لكلمة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في لقاء فئات نسائيّة مختلفة من مختلف أنحاء البلاد.

 في تاريخ 2023/12/27

      

بسم الله الرحمن الرحيم،[1] والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على سيدنا ونبينا، أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، [ولا] سيما بقية الله في الأرضين.

 

أرحب بكن كثيرًا، أيتها السيدات العزيزات، أخواتي وبناتي. أنتن جميعًا بناتنا، وأنتن الصانعات لإيران الغد، وعالَم الغد. لقد كان هذا اللقاء زاخرًا بالمضامين ومفيدًا للغاية حتى هذه اللحظة. إنني أشكر جميع الذين قدّموا البرامج. أشكر هؤلاء الفتيات العزيزات اللاتي أدّين النشيد؛ كان نشيدهن جيدًا، أي كان مضمون الشعر جيدًا وكذلك اللحن، وكان أداؤهن جيدًا للغاية. أشكر قارئ [القرآن] الموقّر. أشكر المقدّم المحترم البليغ والفصيح. أتقدم بالشكر الجزيل إلى أزواج الشهداء وأمهاتهم وأبنائهم الحاضرين في هذا الجمع، وأعبّر عن محبتي لهم جميعًا. أشكر السيدة زكزاكي[2] التي تحدثت هنا، وهي أمّ لستة شهداء، إذْ استشهد أبناؤها الثلاثة في حادثة واحدة، واستشهد الثلاثة الآخرون في حادثة أخرى، وقد صبرت هذه السيدة كالجبل وتحمّلت السجن ومشقات كثيرة مدة طويلة. أشكر تلك السيدة الفلسطينية[3] التي شاهدنا شريطها المصور هنا، وأطلب من المعنيين أن يوصلوا إليها شكرنا، وأن يثنوا على جهودها، وأن يخبروها أنني دائمًا وكل ليلة أدعو لهم باستمرار.

 

إنّ المواضيع التي طُرحت هنا مواضيع جيدة للغاية. فحقًا، إذا لم أتحدث عن أيّ شيء الآن، وأكتفي بما قالته هؤلاء السيدات هنا فقط، يكون هذا اللقاء قد جنى ثماره، سواء بشأن الرياضة، أو القضايا الحقوقية للمرأة، أو الفن الديني، أو الهاجس من تهديدات الفضاء المجازي والذكاء الاصطناعي، أو قضية نُخَب البلاد في مختلف القطاعات والتخطيط لها، أو تقدير الأمهات وربّات المنازل، وكذلك ما قيل عن الوضع السيّئ للفضاء المجازي، وأيضًا بشأن الطبيبات والعناية بالمريضات في المستشفيات؛ هذه المواضيع كلّها التي تحدثن عنها كانت صحيحة. المعاتبات والشكاوى وأحيانًا الاقتراحات التي [يُتصوّر أنّه] يجب إعطاؤها لنا ليست مهمتنا، بل مهمة المسؤولين الحكوميين، ولكننا نوصي بدورنا ونؤكد ونطلب من المسؤولين أن يتابعوا ذلك - إن شاء الله - ونأمل أن يتحقق.

 

لقد عُقد هذا اللّقاء بمناسبة اقتراب أيام ولادة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وسأتحدث عنها ببضع جمل ثم سأعرض مواضيع دوّنتها عن قضية المرأة باختصار وبقدر ما يتبقّى من الوقت.

بشأن «سيدة نساء العالمين» و«سيدة نساء أهل الجنة» - وقد وردتا بحقّ فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) - إن المواضيع كافة التي قيلت بحقّ هذه السيدة الجليلة، سواء عن النبي الأكرم (صلّ الله عليه وآله) أو أمير المؤمنين (عليه الصّلاة والسلام)، أو بقية الأئمة، كلها شواهد على العظمة التي لا يمكن قياسها لهذه السيدة العظيمة الشأن، أي حقًا لا تُمكن مقارنة عظمة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مع أيّ إنسان سوى أهل بيت النبي ورسول الله نفسه وأولاده، فمقامها عظيم جدًا. أود حصرًا أن أنقل حديثًا وقد سمعتموه مرارًا، وهو حديث نقله كل من الشيعة والسنة: «إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»[4]؛ الله المتعالي يغضب لغضب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وسخطها، ويرضى لرضاها. معنى ذلك أنه إذا أراد كل إنسان ومسلم أن يرضي الله، فعليه أن يفعل ما يُرضي فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). إذا ما أُخذت توصيات تلك السيدة الجليلة ودروسها توجهاتها ومشاعرها بالحسبان، وجرى الالتزام والاعتناء بها، فإن الله المتعالي سوف يرضى؛ حقًا أيّ فضيلة أعلى من هذه يمكن افتراضها للإنسان سواء أكان امرأة أم رجلًا؟

 

في رأيي إن المرأة المسلمة لا تجد قدوة أفضل من فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) [بل] لن تجد أيّ امرأة في العالم قدوة أفضل منها سواء في مرحلة طفولتها، أو صباها، أو شبابها، أو أسرتها، أو تعاملها مع والدها وزوجها وأبنائها والعاملة في بيتها، أو سلوكها في المجتمع والسياسة، ومسألة الخلافة؛ إنها قدوة في هذه كلّها. المهم أن أشكال العظمة هذه كافة وكذلك الأنشطة وأنواع الأسوة هذه كلها تحققت في عمر قصير: 25 عامًا على الأكثر. لقد نُقل أنّ عمر فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كان من 18 عامًا إلى 25. إنّها قدوة؛ وينبغي لبناتنا ونسائنا وسيدات مجتمعنا الإسلامي العزيزات أن يسعين إلى السير خلف فاطمة الزهراء بهذه الروحية وهذا الدافع سواء بشأن التدبير المنزلي، أو النشاط الاجتماعي والسياسي، أو الحكمة والمعرفة. بالطبع، كان هذا إلهامًا إلهيًا لتلك الجليلة، وهو اكتسابيًا لنا ولكم، وإذا حاولتم، فسيساعدكم الإلهام الإلهي طبعًا. فلنجعل تلك السيدة الجليلة قدوتنا في المجالات كافة ونتّبعها. كانت هذه بضع جمل عن تلك السيدة الجليلة.

أما عن «قضية المرأة»، جميعكن - بحمد لله - عالمات ومتعلّمات ومطلعات على مختلف القضايا المطروحة في الإسلام حول «قضية المرأة»، وليس ثمة ضرورة كبيرة لكي أتحدث، لكن رغم ذلك سأقول بضع جمل.

يجري في «قضية المرأة» مناقشة الهوية النسائية وهوية المرأة، وكذلك قيمها وحقوقها وواجباتها، وأيضًا حرياتها كما حدودها، وكل عنوان هو موضوع لقضايا مهمة جدًا ومصيرية. اليوم، إذا نظرنا إلى العالم بنظرة عامة، نجد أن هناك توجهين ومقاربتين في هذه المجالات كافة: إحداها المقاربة الغربية الرائجة والمتداولة وصارت رائجة أيضًا في الدول غير الغربية في المجالات التي ذكرتها كلّها، والأخرى المقاربة الإسلامية، وتقفان في وجه بعضهما بعضًا. إنهما تياران ولكل منهما رأي في الرد على هذه القضايا والأسئلة المتعلقة بها. [لذا] تُمكن المناقشة في هذه المجالات كافة والوصول إلى إجابة، ولكن ثمّةَ نقطة هنا - في رأيي – وهي جديرة بالاهتمام: النظام الثقافي والحضاري للغرب غير مستعد لمناقشة هذه القضايا ويتهرّب من الدخول في النقاش والبحث.إن الثقافة الغربية [أيْ] النظام الغربي – النظام الحضاري والثقافي الغربي – لا يتقدّم لمناقشة أسئلة كثيرة في هذه المجالات، بل يفرض المسألة عبر إثارة الجلبة والغوغاء واستخدام الفن والسينما والقوة والفضاء المجازي وما إلى ذلك. إنه يفرض رأيه ومقاربته - إذْ ليس لديهم منطق - عبر الأدوات المختلفة التي في تصرّفه، وليس لديه استعداد للمناقشة والإجابة عن الأسئلة. والسبب هو افتقار الغرب للمنطق، إذْ إنّ السلوك الرائج في الغرب حاليًا - يغدو أكثر سوءًا وسخافة يومًا بعد يوم - في مجال قضايا المرأة، وفي دول كثيرة أخرى تبعًا للغرب، لا يستند إلى أيّ منطق. لذا، لا يدخلون في المناقشة، وليسوا مستعدين لتقديم منطق [لسلوكهم].

 

إذا سُئل: لماذا يزداد في البيئة الغربية يومًا بعد يوم استهتار المرأة بالحفاظ على كرامة أنوثتها وشخصيتها وتنتهك كرامتها يومًا تلو آخر؟ ولماذا يُمكن للمرأة أن تشارك حتى لو نصف عارية في الاجتماعات الرسمية التي تقام في أوروبا وأمريكا، في حين أن على الرجل أن يرتدي زيًّا كاملًا وربطة عنق أيضًا أو «البابيون»؟ لماذا؟ لماذا يحقّ للمرأة أن تأتي كذلك، في حين إذا ارتدى الرجل السروال القصير مثلًا في المجالس الرسمية يكون مخالفًا للآداب؟ ما السبب؟ لا ضير أن تأتي المرأة بتنورة قصيرة، ولكن لو كانت ملابس هذا [الرجل] قصيرةً نوعًا ما، فهذه مشكلة! لماذا؟ لماذا يزداد الترويج للفاحشة والبغاء في البيئات الغربية يومًا بعد يوم؟ هذا ما يحدث الآن. لماذا تُعدّ المثلية الجنسية أسلوب حياة تقدميًا وإذا ما رفضها أحدٌ يصير فكرًا متخلّفًا، وإنسانًا متخلّفًا، وشعبًا متخلّفًا؟ لماذا؟ لماذا يروَّج لها في كلٍّ من البيئات السياسية والاجتماعية، ويروِّج لها الرؤساء ومسؤولو الدول ويفتخر بعضهم بأننا كذلك! لماذا؟ أي منطق لهذا؟ في البيئة الغربية غير المبالية، لماذا تزداد العلاقات الجنسية الثلاثية أو الرباعية - وفقًا لإحصاءاتهم والمعلومات التي لدينا ونعرفها، فهي ليست معلومات مخفية بل مُتاحة - يومًا تلو آخر؟ تتزايد هذه الأمور التي تدمر الأسرة يومًا بعد يوم في الغرب، وهذه الأشياء كلها تدمر أساس الأسرة. إنّ الحرية الجنسية والتوسّع المُفرط في الاعتداءات الجنسية تهدم الأسرة. اقتبست قبل بضع سنوات[5] من كتاب أحد الرؤساء الأمريكيين[6]، وقد كانت الإحصاءات مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، إحصاءات الاعتداءات الجنسية والفجور، ولا عقاب على الاعتداء الجنسي! لا يعاقبون على الاعتداء الجنسي، لكن هناك عقاب على الحجاب. يتحرّش رذِلٌ أو سافلٌ بمرأة محجبة فيُستدعى إلى المحكمة، وهناك يطعن تلك المرأة ويقتلها.[7] ليست هذه المُعضلة [فقط]، فقد يُحكم مدّة بالسجن على الرذِل ذاك، لكن هذا الهجوم على الحجاب ومناهضته لا يُدان إطلاقًا بوصفه عملًا قبيحًا! لماذا؟ هذه أسئلة بلا إجابات، ولا يجيبون عنها، إذ ليس هناك منطق. فعندما يسألون إيرانيًا - مسؤولًا إيرانيًا مثلًا شارك في مؤتمر أوروبي أو أمريكي كبير - هل أنت موافق على المثلية الجنسية، فإذا قال: لا، تُطلق صيحات الاستهجان عليه! ما السبب في ذلك؟ أي منطق هذا؟ لا توجد إجابة. إن سلوك الغرب في «قضية المرأة» والقضايا المتعلقة بها وسلوكه تجاه المجتمع النسائي لا يستند إلى أيّ منطق، وهذا ما يجعلهم يتهرّبون من النقاش والحوار والتباحث في هذه المجالات.

لقد ذكرت أنّهم يفرضون توجّهاتهم بالأدوات، وهم محترفون جدًّا في هذه الأعمال: ينتجون الأفلام ويؤلّفون الكتب ويكتبون المقالات ويقدّمون الأموال إلى الشخصيّات الفنيّة والثقافية والسياسيّة وغيرهم ويحثّونهم على التكلّم. يؤسّسون مراكز دوليّة - مراكز تتعلّق بالمرأة أو أمور أخرى – وتعمد هذه المنظمات الدولية كما تُسمى إلى منح العلامات والتقييم [للدول] فيجعلون كلّ بلد يعارض توجّههم في قعر الجدول.

 

حسنًا، يكثر الكلام في هذا الصدد، وقد تحدثت – أنا العبدَ - كثيرًا فيه. لقد أحضروا لي أمس كتابًا هو الخطب التي ألقيتها بنفسي، وكان قد طُبع ولم أره. تصفّحته ورأيت أن كثيرًا من النقاط التي أعددتها وأردت قولها هنا اليوم هي في ذاك الكتاب، وقد قيلت مرّات عدّة سابقًا. لقد تحدثنا كثيرًا في هذه المجالات. أقولها بكلمة واحدة: إنّ خلاصة سياسة الحضارة الغربية وزُبدتها ونهجها في «قضيّة المرأة» المهمّة جدًّا والمصيريّة تتلخّص في أمرين: الاستغلال والتلذذ،ولكل منهما شرح. لقد تحدثت ذات مرّة عن «الاستغلال»، ولا يتسّع المجال للحديث هنا. حسنًا، هذا هو موقف الغرب في «قضيّة المرأة».

أما موقف الإسلام، فهو عكس ذلك تمامًا. إنّ نهج الإسلام نهج منطقي واستدلالي وبيان واضح وصريح في هذا الصدد. تُعدّ «قضية المرأة» من إحدى نقاط القوة للإسلام. أود أن أقول هذا: لا يظنّ بعض الأشخاص أن علينا التفرّغ للردّ على القضايا ذات الصّلة بالمرأة. كلّا، للإسلام منطق متين وقويّ وركيزة عقلانيّة في الجوانب كافة المرتبطة بالمرأة، سواء أكان في المواضع التي ينفي فيها قضيّة «نوع الجنس»، أم تلك التي يسلّط الضوء عليها؛ ثمة منطق خلف كل هذا.

يتجاهل الإسلام في بعض المواضع «نوع الجنس» تمامًا، فالقضية ليست قضية الرجل والمرأة إنّما كرامة الإنسان؛ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء، 70). ليس المهم ههنا «نوع الجنس». إنّ القيم الإنسانيّة متساوية في الرجل والمرأة، وفي مقارنتها القيميّة مع جنس الرجل ليس «نوع الجنس» مهمًا إطلاقًا؛ {وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَر} (التوبة، 71)، إلى آخرها. {إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالقانِتينَ وَالقانِتات (35)} إلى آخر الآية من سورة الأحزاب. فكل هؤلاء على السواء عند الله المتعالي في درجات العروج المعنوي، أي لا أرجحية مطلقًا له عليها، ولا أرجحية لها عليه؛ كلاهما وُضع على هذا الطريق بمواهب مشابهة، والأمر رهن همّتهم، فثمة نساء لا يُدانيهنّ في المرتبة أيُّ رجل. بناء عليه «نوع الجنس» غير مهم.

 

بالطبع، في هذه الساحات المعنوية ثمّة مواضع بالذّات، وبدليل خاص، رجّح فيها الله المتعالي المرأة، من قبيل هذه الآية التي تلوها: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا لِلَّذينَ آمَنُوا امرَأَتَ فِرعَونَ} (التحريم، 11).في قصة النبي موسى، يوجد أُناس ذُكروا بالاسم، وأشير إليهم بنحو خاص، فهناك النبي هارون، وهناك الخضر، وهناك الرفيق وشريك الطريق ذاك للنبي موسى. ثمة أشخاص ذُكروا في القرآن خصيصًا غير أنّه لم يُستعمل بشأن أيٍّ منهم هذا التعبير: مَثَلٌ، «فالمَثَل» يعني الأنموذج والأسوة. لقد جعل الله المتعالي للناس كافة وللمؤمنين امرأتين مَثَلًا: إحداهما امرأة فرعون، والأخرى السيدة مريم: {وَمَريَمَ ابنَتَ عِمرانَ الَّتي أَحْصَنَت فَرْجَها} (التحريم، 12). إنّ الله المتعالي لم يذكر هنا، لسبب ما، موسى نفسه بوصفه مَثَلًا وأسوةً للمؤمنين. ذكر امرأة فرعون وهي أمّالنّبي موسى بالتبني. ولم يذكر النّبي عيسى نفسه إنّما ذكر أمّه. وهذا ضربٌ من الترجيح، وإعطاء الأرجحية للمرأة لأسباب معيّنة، وكذلك دليله واضح في رأيي: يوجد في جنس الرجل بسبب الظروف المادية والخصائص الجسدية التي يتمتّع بها حالة من الاستعلاء. كان الأمر كذلك خاصة في العصر الذي نزل فيه القرآن، ويريد الله المتعالي أن ينبذ هذا، فما كان هذا الكلام؟ هل قيمته أرفع لأنّ صوته أخشن مثلًا، ولأنّ قامته أطول، ولأنّه عريض المنكبين أكثر؟ لا، يجب أن يتّبع هذه المرأة والسيّدة ويجعلها أسوته، أو [جاء] في رواية أنّ رجلًا يأتي النّبي ويقول: مَنْ أَبَرُّ، [أي] إلى من أُحسن أكثر؟ فيقول الرسول: أُمَّكَ[8]. ثم يسأل: ومن بعدها؟ فيقول: ثُمَّ أُمَّكَ، ويسأله في الثالثة: حسنًا، والآن، من بعدها؟ فيقول ثانيةً: أُمَّكَ، أي إنّ الرسول يقول ثلاث مرات: الأُم. ثَمَّ يسألُ ذاك الفتى: مَنْ بعدها؟ فيقول: أباكَ، أي إنّ الأمَّ مقدَّمةٌ على الأب بثلاث درجات. بطبيعة الحال، يشير هذا إلى مكانة المرأة في الأسرة ومن أجل تأكيد هذا المعنى. إنني أودّ قول هذا، وهو أنّه في السلوك المعنوي والعروج المعنوي والإلهي، وفي القيم الإنسانية الحقيقية، ليس لـ«نوع الجنس» دور، اللهم إلّا في حالاتٍ حيث هناك ترجيح لأحدهما على الآخر، وهو أيضًا ترجيح للمرأة على الرجل، على حد ما شاهدته ولم أرَ موردًا غير هذا. ههنا من المواطن التي ينتفي فيها «نوع الجنس».

الأمر كذلك في أصل المسؤوليات الاجتماعية. قال الإمام [الخميني] (رضوان الله عليه) في موضعٍ إنّ الانخراط في السياسة والمقدّرات الأساسية للبلاد وظيفة المرأة وتكليفها، وهو حقها وتكليفها،[9] أي أوجب أنّه يتعيّن على النساء الانخراط والخوض في مقدّرات البلاد والمهمات الأساسية لها، وبطبيعة الحال هذا بحد ذاته يستتبع مبحثًا طويلًا، أي لا يوجد في هذه المجالات فرق بين الرجل والمرأة.

في ما يتعلّق بالاعتناء بشؤون المجتمع: «مَنْ أَصْبَحَ ولَم يَهتَمَّ بِأُمورِ المُسلِمينَ فَلَيسَ بِمُسلِمٍ»[10]، وقولهم: «ليس بمسلم»، أي سواء أكان رجلًا أم امرأة. حينما تُصبحين وأنت ربّة منزل، أو موظّفة أو امرأة تعمل، أو امرأة صانعة - مهما كان عملك - فعليكِ أن تفكري في المجتمع، أي أن تهتمّي بالمجتمع وفي أيّ وضع هو. الآن، كم تستطعن أن تساعدنَ وتؤدّينَ دورًا؛ هذا متفاوت، ففي وسع كل فردٍ أن يؤدي دورًا ما، غير أنّ هذا الاهتمام عام، فهذا الاعتناء والاهتمام والتفكير [في شؤون المسلمين] مسألة عامة. هنا أيضًا لا دور لـ«نوع الجنس»، أو هذا [الحديث]: «مَن سَمِعَ رَجُلًا يُنادي يا لَلمُسلِمين»[11]؛ هذه السيدة التي تحدثت الآن قالت: طريقنا مسدود في قضية فلسطين وغزّة وإلّا لكان في وسعنا أن نذهب [هناك]. افترضوا الآن مثلًا أنّ هذه السيدة الطبيبة كان في وسعها أن تكون هناك، وأن تنكبّ على معالجة المرضى والمجروحين والأطفال والنساء! لكلٍّ دوره غير أنّ أصل هذا الاهتمام والتكليف والشعور بالمسؤولية [مسألة] عامة، ولا فرق فيها بين الرجل والمرأة. لقد بيّن الإسلام هذه الأمور بنحو جليّ فهي واضحة في الإسلام وقد بيّنها.

 

 

أمّا في التكاليف الأسريّة، فبالطبع لا؛ ليست التكاليف المتعلّقة بالأسرة متساوية، فلكلٍّ ضربٌ من التكليف.فالإمكانات والطاقات الجسدية والروحية توكل إلى كلٍّ [منهما] وظيفة؛ هنا يلعب «نوع الجنس» دورًا. وما يطلقونه من شعار «المساواة بين الجنسين» بنحو مطلق، هو خطأ، فليست المساواة بين الجنسين في كل مكان. في مواطن، نعم، توجد مساواة، لكن لا توجد مساواة أيضًا في مواطن أخرى، بل لا يمكن أن تكون. الصحيح هو «العدالة بين الجنسين»،فالعدالة بينهما مُعتدّ بها في كل مكان. و«العدالة» تعني وضع كل شيء في موضعه، فالبناء الروحي والجسدي والعاطفي للمرأة يقتضي أمورًا. إنجاب الأولاد وتربيتهم وكنف التربية هو مهمة المرأة؛ ولا يتأتّى هذا العمل من الرجل، فلم يخلقه الله المتعالي من أجل هذا، فهو لعملٍ آخر: العمل خارج المنزل، ومهمة [حل] مشكلات المنزل. أمّا في الحقوق الأسرية، فهما متساويان؛ {وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروف} (البقرة، 228)، أي بالمقدار نفسه الذي للرجل حقٌّ في الأسرة، فللمرأة حق في الأسرة بذاك المقدار نفسه. هذه آية في القرآن. إذًا، هما متساويان في الحقوق الأسريّة لكن ليس في المهمات الأسريّة.بالطبع ثمّة أمور يجب أن تُراعى أكثر في ما يخص المرأة، وجاء بعضها أيضًا في كلام هؤلاء السيدات، وقد دوّنتها بدوري.

[من قبيل] قضية أمن المرأة، [أي] الأمن داخل الأسرة. ينبغي أن تشعر المرأة بالطمأنينة إلى جانب الرجل، وتشعر بالأمان، فجدران المنزل الأربعة محلُّ الأمن والطمأنينة. إذا كان سلوك الزوج بنحوٍ يحرم فيه المرأة هذا الشعور بالأمان، فتشعر بفقدان الأمان، ويُسيء الرجل الكلام، أو أسوأ من ذلك وأشنع، فيستعمل يده، فهذا لا يمكن قبوله أبدًا. ما الحل؟ الحل هو القوانين الحازمة. قلت هذا مرارًا.[12] يجب [سن] قوانين حازمة. قد أشاروا إلى القانون في مجلس الشورى الإسلامي، وبطبيعة الحال، يجب ولا بدّ من متابعة هذه [القوانين]. وسنوصي بدورنا، وأنتم أيضًا تابعوا بأنفسكم. يجب أنّ ينال الرجل الذي يخلق للمرأة بيئة غير آمنة داخل المنزل عقوبة قاسية، والأمر كذلك خارج المنزل. هذه قضية.

إحدى القضايا هي المشاغل الاجتماعيّة والإدارات التي سألَتْني عنها بعض السيّدات. هنا أيضًا قضيّة «نوع الجنس» ليست مطروحة، ولا قيود على حضور النساء في مختلف الإدارات والمشاغل الاجتماعيّة الحكومية، وكذلك النيابة في مجلس [الشورى الإسلامي].خذوا على سبيل المثال عندما فَرض الأمريكيّون على إحدى الدول المجاورة لنا أنه ينبغي حتمًا أن تكون نسبة النساء في المجال الإداري 25% بصورة إلزامية وبالإجبار؛ هذا خطأ. لماذا 25%؟ فلتكن 35% [أو] 20%. لا معنى لهذا التحديد للعدد والنسبة، بل المعيار هنا الجدارة، ففي مكان، قد تكون سيّدة متعلّمة ومجرّبة وكفؤة أفضل للوزارة من هذا الرجل الذي ترشّح في ذاك المجال؛ يجب [حينئذ] أن تصير هذه السيّدة وزيرة. النيابة في مجلس [الشورى الإسلامي] على هذا النحو أيضًا. خذوا على سبيل المثال أنّ المدينة الفلانيّة تحتاج إلى شخص أو اثنين ليكونا نائبين عنها في المجلس، وجرى تعيين رجل أو اثنين أو سيّدة أو اثنتين، فمن الأجدر؟ يجب أخذ الجدارة بالحسبان، ولا تفضيل هنا، كما لا محدودية، إذْ لا توجد محدودية في هذه المجالات. هذا رأي الإسلام، فالقضيّة قضيّة الجدارة.

يمكن للمرأة طبعًا أن تشارك في هذه الوظائف، لكن لا ينبغي أن تكون الحال على نحو تُحرم فيه من تلك الوظيفة النسائيّة المهمّة والأساسيّة، أي تدبير المنزل وإنجاب الأطفال. حتى في ما يرتبط ببعض الوظائف التي تُعدّ واجبًا كفائيًّا على النّساء كالطّب - الطبّ النسائي واجب - فعلى النساء أن يدرسن الطبّ إلى الحدّ الذي يتوفّر معه ما يكفي من النساء الطبيبات. كذلك مهنة التعليم واجبٌ كفائي عليهن. حسنًا قد يتعارض هذا الواجب مع إدارة المنزل أو إنجاب الأولاد أو الاستراحة وما تحتاجه ربّة المنزل من إجازات أو ما يمكنها أداؤه من ساعات عمل لتتمكّن من إنجاز أعمال المنزل أيضًا. وإذا برز مثل هذا التعارض في هذه المجالات، فعلى مسؤولي البلاد أن يفكّروا في حلّ لهذا، أي أن يزيدوا الأعداد،إذ لو تَقرّر أن تحضر هذه المعلّمة أسبوعيًّا خمسة أيام في المدرسة، يكون في مقدورها مثلًا أن تحضر أربعة أيام لئلا يبرز أيّ فراغ، فتكون هناك معلّمة أخرى تملأ ذاك الفراغ، وكذلك الحال في قضيّة الطبّ. إذًا، لا حدود وقيود في الوظائف والإدارات والأعمال الأساسيّة والأعمال التي تُعدّ واجبًا كفائيًّا على النساء، وفي حال التعارض مع أعمال النساء المنزليّة، لا بدّ من حلّ الأمر بطريقة ما كيلا يبقى هذا على الأرض ولا ذاك. طبعًا، وفي رأيي، لا تعارض أيضًا بينهما، فأنا أعرف سيّدات نهضن بأعمال اجتماعيّة ضخمة – سواء أكانت أعمالًا جامعيّة أم علميّة أم غير علميّة – وأنشأن أيضًا أبناء وربّينهم واستطعن إنجاز هذا الأمر بصورة مميّزة جدًّا. عليه، لا تعارض بين الأمرين.

هناك نقطتان مهمّتان في رؤية الإسلام، فإنّ قولنا الطريق مفتوح أمام السيّدات في المجالات كلّها – الأنشطة الاجتماعيّة والسياسيّة وغيرها – يقع بجانب هاتين النقطتين المهمّتين، والإسلام حسّاسٌ جدًّا تجاه هاتين النقطتين: الأولى قضيّة الأسرة التي أشرت إليها، والأخرى خطر الجاذبيّة الجنسيّة. خطر الجاذبيّة الجنسيّة! الإسلام حسّاسٌ تجاه هذا. إنه يُحذّرنا من أن تكون البيئة والأجواء على نحو يجعل منحدر الجاذبيّة الجنسيّة – هو أحد المنحدرات الخطرة جدًّا – المرأة أو الرّجل يواجهان مشكلة معيّنة، فلا بدّ من الحذر.

الحجاب يندرج في هذا الإطار، فقضيّة الحجاب من تلك الأمور القادرة على تقييد خطر الجاذبيّة الجنسيّة، وإنّ تأكيد الإسلام في قضيّة الحجاب مردّه هذا الأمر. تُعرض قضيّة الحجاب في موضعين من سورة الأحزاب: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب} (الأحزاب، 53)؛ أولئك الذين يذهبون إلى منزل النبي (ص) – افترضوا أنّهم ضيوف ويريدون استلام طعامٍ معيّن – يجب ألّا يواجهوا زوجة النبي (ص) بل أن يأخذوه من خلف ستار، فقد جرى التدقيق في هذا الأمر، كما أنّ هذا المعنى متوفّرٌ أيضًا في آية أخرى من «الأحزاب».

لذلك، تنبغي مراعاة هاتين النقطتين الحساستين. يجب التزام الحجاب بالمعنى الحقيقي للكلمة، وكذلك قضيّة الأسرة والحضور في المنزل ودور الأمومة الذي يُعدّ الأهمّ. ربّما يمكنني القول إنّ دور الأمومة أرقى الأدوار في مجموعة عالم الخِلقة، فلو لم تكن الأمومة ولا إنجاب الأولاد والحمل والرّضاعة، فإنّ نسل الإنسان سينقرض. عليه، إنّ الأمومة أهمّ دور في عالم الخلقة والوجود المادّي للإنسان. يولي الإسلام اهتمامًا بهذا، وأنتنّ أيضًا عليكنّ الاهتمام ولتتابعنه. كذلك الحال في ما يرتبط بقضيّة الجاذبيّة الجنسيّة تلك.

تُنجز أعمال كثيرة بالتفاهم. يظنّ بعض الأشخاص أنّ العمل في المنزل مسؤوليّة المرأة. كلّا، ليس من واجب المرأة العمل في المنزل إطلاقًا.الطبخ وغسل الملابس والتنظيف ليست مسؤوليّتها، بل على الرّجل والمرأة أن يتفاهما.طبعًا، ولحُسن الحظّ، يُنجِز بعض الرّجال هذه الأعمال ويعملون في المنزل ويساعدون المرأة ويتصدّون لبعض أعمال البيت. على أيّ حال ليست هذه مسؤوليات المرأة، وليعلم الجميع هذا.

 

أيضًا قضيّة سنّ الزواج إذ يجري التأكيد في الآثار الإسلاميّة ألّا يرتفع سنّ الزواج كثيرًا، وأن يتزوّج الشّباب في أقرب وقت، وهذا لمنع خطر الجاذبيّة الجنسيّة وتهديدها. طبعًا هذا لا يعني زواج الأطفال الذي يطرحونه اليوم. لا، فبقدر ما يستطيع الشاب أو اليافع أو الرّجل، والفتاة والفتى، أن يتزوّجوا في الوقت المناسب، فإنّ ذلك محبّذ أكثر لدى الإسلام وأفضل كثيرًا بالنّسبة إليهم طبعًا، وهو أفضل كثيرًا للمجتمع أيضًا. عليه، إذا نظرنا إلى قضيّة الحجاب فلا ينبغي لنا أن ننظر إليها على أنها وسيلة لحرمان المرأة. هذا لا يُعدّ حرمانًا إنما تحصيل للمنفعة في الحقيقة.الحجاب يجلب الأمن ويحقّقه ويؤدّي إلى الحفظ والصّون.

في الجمهوريّة الإسلاميّة الآن، ومع أنّنا لم نستطع بعد أن نكون [بمستوى] «إسلاميّة» - دومًا قلت هذا: إسلاميّتنا غير مكتملة -، تلاحظون أنّ تقدّم نسائنا في هذه الجمهوريّة الإسلاميّة لا يُقارن بما كان عليه في السابق [سواء] في العلم أو البحث، أو الفعاليات الاجتماعيّة أو الفنّ أو الرياضة أو الأعمال كلّها؛ لدينا كل هذه الأعداد من السيّدات العالمات والمدرسات في الجامعات، ولدينا هؤلاء السيّدات الفاضلات والكاتبات في مجالات الكتابة شتّى: العلمية والفنيّة، وكتابة القصص والشعر وأمثال هذه. لم نكن نملك عُشر هذه الأمور قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، فقد كنت حاضرًا بصورة كاملة في البيئة الاجتماعيّة وعلى اطّلاع. البلاد غنيّة اليوم في هذه المجالات - بحمد الله - وهذا ببركة الإسلام. مع أنني قلت إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لا تزال بلدًا إسلاميّته غير مكتملة ولم نتمكّن حتى الآن من تطبيق الإسلام بنحو تام، فإنّنا لو طبّقناه، فستتضاعف هذه [القدرة] لدينا اليوم أضعافًا عدّة، وستكون الأوضاع أفضل أضعافًا مضاعفة.

دعوني أشير في آخر كلمتي إلى الانتخابات. في قضيّة الانتخابات هذه – شدّدت قبل أيام على هذه القضيّة أيضًا[13] - في مقدوركنّ أن تؤدّين دورًا أيتها السيّدات العزيزات. إنّ أبرز دورٍ لكنّ داخل المنزل، وفي مقدور الأمّهات أن يؤدين دورهنّ ويشجّعن أبناءهنّ وأزواجهنّ على أن ينشطوا في مجال الانتخابات ويدرسوا الأمور بطريقة صحيحة. تنظر بعض السيّدات إلى بعض القضايا المرتبطة بمعرفة الأشخاص والإستراتيجيّات والتيّارات على نحو أكثر دقّة وحذاقة من الرّجال ويعثرنَ على بعض النقاط. [لذلك] في مقدوركنّ لعب دور في التعرّف إلى المرشّحين للانتخابات، والحضور عند صناديق الاقتراع داخل البيت وخارجه أيضًا.

أنا مسرورٌ جدًّا [للقائي بكنّ]، وقد طال بعض الشيء أيضًا، وحلّ الظّهر أيضًا. أسأل الله أن يوفقكنّ جميعًا.

والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.

 


[1] ألقت عشر نساء وفتيات كلمات عبّرن فيها عن آرائهن ومقترحاتهن في بداية هذا اللقاء الذي عُقد على أعتاب ذكرى الولادة للسيّدة فاطمة الزهراء (ع) ويوم المرأة في جمهورية إيران الإسلامية.

[2] السيّدة زينة إبراهيم زوجة الشيخ إبراهيم زكزاكي.

[3] ألقت السيّدة إسراء البحيصي (المراسلة في قناة «العالم») كلمة مصوّرة من غزة.

[4] أمالي المفيد، ص. 95.

[5] كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع نساء البلد البارزات، 19/04/2014.

[6] A Call to Action: Women, Religion, Violence, and Power [نداء للعمل: النساء، الدين، العنف، القوة] جيمي كارتر.

[7] في إشارة إلى مقتل مروة الشربيني عام 2009، وهي امرأة مصرية كانت في ألمانيا وتعرضت للطعن ثمانية عشر مرة حتى الموت على يد ألماني-روسي المولد يدعى أليكس وينز، وسبق أن رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة التشهير.

[8] الكافي، ج. 2، ص. 159.

[9] بما في ذلك، صحيفة الإمام (النسخة الفارسية)، ج. 6، ص. 301؛ كلمة في لفيف من سيّدات قم، 4/3/1979.

[10] الكافي، ج. 2، ص. 163 (مع اختلاف طفيف).

[11] الكافي، ج. 2، ص. 164.

[12] بما في ذلك كلمة في لقاء فئات نسائية مختلفة، 4/1/2023.

[13] كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع أهالي محافظتي كرمان وخوزستان، 27/12/2023.

 

 

 
 
وفد المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم يشارك في حفل توقيع كتاب "النظرية الإسلامية في التربية والتعليم" للكاتبة الإيرانية جميلة علم الهدى 
 
 
شارك وفد المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم في حفل توقيع كتاب "النظرية الإسلامية للتربية والتعليم" للكاتبة الدكتورة جميلة علم الهدى حرم رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي.
 
 
 
ضم وفد المؤسسة رئيس الجمعية الدكتور حسين يوسف، مدير الإشراف التربوي الدكتور غالب العلي وجمعُ من التربويين والباحثين من كادر المؤسسة ومدارس المهدي(ع) في بيروت.
 
 
  
 
   
 
 
الحفل الذي أقيم بالتعاون مع مركز االأبحاث والدراسات التربوية في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري، حضره سفير الجمهورية الإسلامية السيد مجتبى أماني، المستشار الثقافي للجمهورية السيد كميل باقر، رئيس بلدية الغبيري السيد معن الخليل، وحشد من الفاعليات التربوية والاجتماعية والأكاديمية.
 
 
   
 
وقد تطرقت علم الهدى في كلمتها إلى محتوى الكتاب وأهمية التأصيل التربوي الإسلامي ودوره في التربية والتعليم في الجمهورية الإسلامية، والذي نتج عنه وثيقة التحول البنيوي في التربية في الجمهورية الإسلامية، وهي الوثيقة التي عملت المؤسسة على ترجمتها للعربية في وقتٍ سابق للاستفادة منها في تأصيل المناهج التربوية.
 
 
    
 
 

اختتام الزيارة التكريمية إلى العتبات المقدسة في إيران للتلامذة الفائزين في مباراة اللغة الفارسية الثامنة



بالتعاون مع مؤسسة "سعدي" التربوية في إيران، اختتمت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم فعاليات الزيارة التكريمية للتلامذة الفائزين في المباراة المركزية الثامنة لوحدة اللغة الفارسية "مباراة المربي الفاضل الأستاذ محمد مقدم (رحمه الله)".

 

 

شكّلت الزيارة فرصة فريدة للتواصل الثقافي والتعلم الشامل، حيث شمل برنامجها لقاءات عدة مع رئيس مؤسسة "سعدى" التربوية ومستشار السيد القائد علي الخامنئي(دام ظله) الدكتور غلام حداد عادل، ومعاون رئيس المؤسسة السيد علي موسوي زاده.

 

كما أجري على هامش الزيارة دورة تدريبية لثمانية من المعلمين حول أساليب وطرائق تدريس اللغة الفارسية والمنهج الجديد المعتمد.

هذا وتخللت الرحلة زيارات إلى العتبات المقدسة في كل من مشهد وقم وطهران، والمعالم الدينية والسياحية.

 

 

وكانت مباراة اللغة الفارسية الثامنة قد أجريت في وقت سابق من العام الدراسي الماضي، ضمن فعاليات العيد السنوي الـ 30، وبرعاية سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مجتبى أمانى بمشاركة أكثر من 400 تلميذًا خضعوا لتصفيات مدرسية ومركزية ونال التلامذة الفائزون بالمراتب الأولى والثانية والثالثة رحلة تكريمية إلى العتبات المقدسة في إيران.

 

 

 

 

 
إحياءً لذكرى الشهداء، أقامت مديرية الثقافة والتربية الدينية في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم لقاءً ثقافياً بعنوان: "شهداء على طريق القدس" مع فضيلة الشيخ عبد المنعم قبيسي في مبنى الإدارة العامة بحضور أعضاء مجلس الإدارة والعاملين.
 
 
 
 
   
 

باسمه تعالى

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في لقاء التعبويين بمناسبة "أسبوع التعبئة" خلال لقائه مع التعبويين بمناسبة «أسبوع التعبئة» في حسينيّة الإمام الخميني (قده).

      

بسم الله الرحمن الرحيم،[1] والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا، أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، [ولا] سيما بقية الله في الأرضين.

أيّها الإخوة والأخوات والتعبويّون الأعزاء، أهلًا وسهلًا بكم. أرحّب كذلك بالجموع التي احتشدت في مدن أخرى ويستمعون لهذه الكلمات، ونحن أيضًا نشاهد صورهم من هنا.

الحديث عن التعبئة طويلٌ، لكن باختصار: التعبئة تذكار ثمين من الإمام [الخميني] (قده) للبلاد. فالإمام هو مؤسس التعبئة ووالدها، وفي الوقت نفسه، يقول هذا الجليل: «إنني فخور بكوني تعبويًا»[2]. هذا هو شأن التعبئة. حسنًا، سأطرح بعض النقاط من حديث الإمام عن التعبئة.

النقطة الأولى أن منطق التعبئة جعلُ البلاد قوية بالحد الأقصى في مواجهة التهديدات والأخطار. هذا هو منطقها. لقد شخّص الإمام (رض) بِبُعد نظره أنه لكي تكون البلاد والشعب والثورة منيعةً هناك حاجة ماسّة إلى قوة شعبية شاسعة وعظيمة، ولأن الثورة ملك الناس، والبلاد كذلك، هُم مَن يستطيعون الدفاع عن بلدهم وثورتهم أفضل من أيّ عامل وعنصر آخر، شريطة أن يكون الطريق مفتوحًا أمامهم، والإمام حدد هذا الطريق: التعبئة. هذا هو منطق التعبئة. ولذلك، تأتي التعبئة لجعل إمكانية مقاومة البلاد عند الحد الأقصى أمام أي خطر وتهديد. كان هذا المنطق هو العامل الأساسي في تأسيس التعبئة، واليوم أيضًا هذا المنطق نفسه حاضر ومُحَدَّث. فاليوم أيضًا وجود التعبئة ضروري – بالتفصيل الموجود الآن وسأتحدث عنه باختصار – من أجل الدفاع الشامل المادي والمعنوي عن الهوية الوطنية وأمن البلاد ومصالح الناس.كما يؤكد سجل التعبئة خلال هذه السنوات الأربعين ونيّف صحة هدف الإمام، ويُظهر الدقة في بُعد نظره وبصيرته. أعزائي، مرّت هذه البلاد بأحداث كان لحضور التعبئة دور مصيري فيها، و«الدفاع المقدس» أحد نماذجها. قطعًا، لولا التعبئة الشعبية، لكانت نتيجة «الدفاع المقدس» مختلفة عما حدث وشيئًا آخر. إن حكاية «الدفاع المقدس» تجسيد عظيم للاقتدار الشعبي لهذه البلاد على هيئة التعبئة. حدث ذلك في حالات أخرى أيضًا، ولا نريد الإسهاب الآن.

 

النقطة التالية أن الإمام لديه توصيفات متنوعة بخصوص التعبئة. لقد اخترت توصيفين لأحدثكم عنهما. يقول الإمام في أحد المواضع:«التعبئة جيش الله المخلص»[3]، جيش الله المخلص! دققوا في الكلمات. ويقول الإمام في موضع آخر: «التعبئة مدرسة العشق»[4]. حسنًا، إذا وضعنا هذين التوصيفين جنبًا إلى جنب، فإن «جيش الله المخلص» يدل على أن التعبئة مقاتلة، فالجيش للقتال والحرب. ماذا يعني «كونها مقاتلة»؟ يعني أن تتمتع بالقوة المادية والجسدية، وكذلك بالإرادة والشجاعة الروحية، وأيضًا أن تعرف تدابير الحرب وأساليبها. من النماذج على ذلك أمير المؤمنين (ع) في مبارزته مع عمرو بن عبد ود حيث أظهر قوته البدنية وكذلك شجاعته وجرأته، وأيضًا حنكته الحربية، فيقول لعمرو بن عبد ود: «نقاتل - أنا وأنت - فمن هؤلاء؟»، فما إنْ التفَتَ، حتى ضربه الإمام. إذًا، إنها حنكة وتدبير حربي. لذا إن «كونها مقاتلة» يعني القوة المادية والروحية والفكرية. ثمّ «جيش الله المخلص»، فماذا يعني؟ يعني أن هذا الذخر العظيم والمغتنم ليس للتمكين الشخصي. فيمَ تُستخدم جيوش العالم؟ في أيّ طريق يمضون ويقاتلون؟ التعبئة تقاتل في سبيل الله وبإخلاص أيضًا، فهي متعلقة بالله على نحو خالص.إذًا، هذا هو البُعد القتالي للتعبئة، ويُظهر جانب استعراض القوة، و[جانب] {أشدّاء} (الفتح، 29).

من ناحية أخرى: «مدرسة العشق». التعبئة عاشقة ووالهة لكن هذا العشق ليس حبًّا عبثيًا ومضلًّا وسُدىً، بل حب بسعةِ مدرسةٍ وقابليتها. إنّ قابليته موجّهة ومنظمة، فماذا يعني؟ يعني محبة الله والروحانية والناس والطريق، إذْ تتحرك بحبٍّ في الاتجاه الذي تمضي إليه. هذا ما تعنيه «مدرسة العشق». هو لا يقول إن التعبئة عاشقة إنما: «مدرسة العشق»؛ إنها تدرّس الحب وتعلّمه مع توجّه محدد.

 

طبعًا، لم تكن هذه التوصيفات مجرّد كلام وتنظير، فالجميع شاهدوا حقيقةَ هذه الأمور في ميدان النزال أو المحبة. جميعنا رأينا ما كانت تفعله التعبئة. لقد سطّر عشرات آلاف التعبويين المخلصين والمجهولين - غالبًا - إنجازات مبهرة وأعمالًا عظيمة في ميدان النزال، وأدّوا أدوارًا حاسمة. أعزائي، أنتم لا تتذكرون مرحلة الحرب لكن نُشر بعض آثارها، فاقرؤوها وانظروا ماذا فعلوا وكيف اجتازوها وبأي نية دخلوا، وبأي عزيمة تصرّفوا، وكيف مضوا. لقد أدّوا أدوارًا حاسمة. بالطبع، كان لديهم قمم أيضًا، فقمة التعبئة هو سليماني، وصيّاد الشيرازي، وهمّت، وبابايي، وقمة التعبئة شيرودي، والشهيد همداني، ومئات من أمثال هؤلاء، من هذه الوجوه التي لا يمكن للمرء أن يرى أحدها في المجموعات المدوّنة عن أحوال شعوب العالم، وذلك الإخلاص، وتلك التضحية والشجاعة. هذا هو ميدان النزال، والجميع شاهدوه ولفتَ أنظارهم. يُمكنكم مشاهدة نزال التعبئة [في «الدفاع المقدس»]، فأولئك الذين [حضروا] رأوه من كثب، ثم في الميادين التالية. أنتم لم تروا «الدفاع المقدس»، لكنكم رأيتم الدفاع عن العتبات المقدسة، وكانت هناك ميادين وساحات أخرى، وكذلك شاهدتم ما فعلته التعبئة سواء في ميدان المحبة، أو في الخدمات الشعبية للتعبئة في الساحات كافة: ساحة الإعمار، والصحة، والكوارث الطبيعية، والعلوم والأبحاث.لقد كان الشهيد فخري زاده[5] – والآن ذكرى استشهاده – تعبويًا، والمرحوم كاظمي آشتياني[6] أيضًا. ففي ميدان العلم، بَقرَ هؤلاء حدود العلم في البلاد، وبعضهم تخطّوا مستوى الحدود العالمية للعلم. أيضًا في ميدان التبيين وبث البصيرة أُنجزت أعمال مهمة. لذا، حينما قال الإمام: «جيش الله المخلص» و«مدرسة العشق»، شوهدت أمثلة ذلك بصورة واضحة وجليّة في ميدان العمل، وعلى أرض الواقع، ورأيناها جميعًا.

 

النقطة الثالثة: التعبئة ثقافة وفكر أكثر منها مؤسسة. وعليه، كل من قد قبلوا هذه الثقافة ومضوا في هذا الطريق، وجعلوا هذا الفكر سلوكهم، وحتى لو لم يكونوا داخل المؤسسة، هم تعبويون، وهذا يشمل جمهرة هائلة من الشعب الإيراني، مع أنه حتى أسماؤهم غير موجودة في مؤسسة التعبئة ولا مناصبهم. فما هذه الثقافة؟ ثقافة التعبئة أن تكون شعبيًا وملتزمًا، وأن تشعر بالمسؤولية، وألا تكون لاأباليًا إزاء قضايا البلاد الحالية والمؤثرة في مستقبل البلاد، فثقافة التعبوي أن تكون ثوريًا وتعرف قيمة الثورة ومعناها. ثقافة التعبوي ألّا تكون متهرِّبًا من القانون، وألّا تكون غير قابل للنظم، وألَّا تكون كاسرًا للأعراف. هذه هي ثقافة التعبوي. قد يكون التعبوي معترضًا على أمر أو حقيقة أو شخص ما، ولا إشكال في ذلك لكنَّه لا يكسر الأعراف، وهو لا يجد مع العدو – قلت سابقًا كذلك[7] - نقطة مشتركة.

ثقافة التعبوي هي تجنُّب العمل الاستعراضي وعمل الواجهات، فالأعمال العديمة المضمون جيدة للاستعراض فقط. حتى لو وضع التعبوي شيئًا في الواجهة، فهو شيء ذو مغزى وحقيقي، فما يُظهره خلفه معنى، وخلفه حقيقة. إنَّ التعبوي لا يُقدم على عمل استعراضي [بل] يعْقِد الهمَّة على عمل وحركة حقيقية. لا أعلم هل التفتُّم ودقَّقتم في هذا التقرير الذي قرأه قائد التعبئة المحترم؟ كان في هذه الموضوعات التي ذُكرت[8] موضوعات [مهمة] كثيرة؛ هذه الأمور حقيقية. إنها عمل حقيقي.

ثقافة التعبوي هي العطف على الضعيف، والصلابة في مواجهة الظالم، وخدمة الجميع، الجميع! فحينما أتى السيل، خاض التعبوي في الطين حتى ركبتيه، ومن أجل أن يُطهِّر بيتًا ضربه السيل وينظِّفه، لا يسأل صاحب البيت: ما اسمك، وما دينك، وما مذهبك، وما إثنيَّتك، وما مزاجك السياسي... لم يسأل عن [هذه الأمور]، بل مضى وخدم في أيَّ شيء كان، وأيًّا من كان. هذه مهمة.

ثقافة التعبوي هي الابتعاد عن التكبُّر والغرور. هذه هي ثقافة التعبوي. يكتسب الناس أحيانًا شأنًا ما وفق المكانة ويصير لهم اعتبار. فأن ننظر إلى أنفسنا ونرى أنهم يكيلون لنا الاحترام ويهتفون باسمنا ويقدِّمونَنا ويشيدون بنا، فنغتر بأنفسنا ونتكبَّر ونرى أنفسنا أسمى وأرفع، هذا يتعارض مع ثقافة التعبوي. يعلِّمنا الإمام السجاد في الصحيفة السجَّادية في دعاء «مكارم الأخلاق» هذا الأمر: «لا تَرفَعني في النَّاسِ درجةً إلَّا حطَطتَني عند نفسي»[9]، فمهما ارتفعت قامتكم بين الناس، تواضعوا عند أنفسكم ولا تغتروا في داخلكم.

ثقافة التعبوي هي الابتعاد عن المُطالبة، فأن نرى أنفسنا دائِني الثورة والبلاد والحكومة والناس والجار والصديق والمعارف والجميع، ولا نرى أنفسنا مَدِينين، هذا ليس ثقافة التعبوي. إنه ليس دائنًا بل يرى نفسه مكلَّفًا، وهو تكليفيّ النزعة ويسعى لأداء التكليف. التعبوي لا يستغل إمكانات المؤسسة لمصلحته. مَن في مؤسسة التعبئة تكون هذه الإمكانات التي تمنحه إياها المؤسسة أمانة في يده، وهو يصون هذه الأمانة بمنتهى العفَّة، وهو أمين.

 

هذه دروس لنا، والإمام الذي كان يقول: أفتخر بأني تعبوي، كان يتمتَّع بهذه السمات كلّها. كانت هذه الأشياء التي ذكرتها الآن مجسَّدة في وجود الإمام. [لقد] كان يرى نفسه مَدِينًا دائمًا، ويرى نفسه ضعيفًا دائمًا، ويرى الناس أرفع منه دائمًا. هؤلاء الشباب أنفسهم الذين كانوا يأتون ويقبِّلون يده ويذرفون الدموع كان يراهم الإمام أسمى منه! بمقدار ما عرفنا الإمام، ونحن شاهدناه من قُرب، لم يُقضَ من عُمره لحظة في خدمة شخصيته ومنصبه ومرجعيته وزعامته.

النقطة التالية، وهي الرابعة وكذلك مهمة للغاية، بُعد التعبئة العابر للوطن وللحدود.هذا أيضًا موجود في كلام الإمام. لقد لاحظتم أن الإمام يصطلح: «خلايا المقاومة العالمية»[10]، وهذه هي التعبئة نفسها؛ هي ليست تعبئتنا بل تعبئتهم هم، لكن الثقافة نفسها. إنَّ تأسيس خلايا المقاومة العالمية هذا تحقق، وأنتم تشاهدون الآن نماذج عنها في منطقتنا.

 

كُن إلى أن يشرق صباح حكومته         فما زال هذا من نتائج السحر[11]

تلاحظون في منطقتكم أنَّ خلايا المقاومة نفسها التي كان الإمام قد أنبأ بها وبثَّ بُشراها هي اليوم في سبيل تحديد مصير هذه المنطقة، فمصير منطقتنا هذه من يأخذ بتحديده هي خلايا المقاومة، ومن نماذج ذلك «طوفان الأقصى» هذا نفسه الذي سآتي على ذكره الآن.

قبل بضع سنين، قال الأمريكيون في قضية لبنان إنهم يسعون إلى تشكيل شرق أوسط جديد[12]. «الشرق الأوسط» يعني غربي آسيا هذا نفسه. يحب الغربيون والأوروبيون وأتباعهم أن يقيسوا كل شيء بالنسبة إلى أوروبا، فما هو قريب من أوروبا الشرقُ الأدنى، وما هو في الوسط الشرقُ الأوسط، وما هو بعيد عن أوروبا الشرقُ الأقصى، أي إنَّ محور المقايسة أوروبا. هذا ضمن تلك الأخطاء التي ارتكبوها، وقد تعلم الآخرون كذلك ويأتي [المصطلح] على ألسنتهم. [«الشرق الأوسط» يعني] غربي آسيا. قالوا يريدون أنْ يمنحوا هذه المنطقة، التي سمّوها «الشرق الأوسط»، خريطة جديدة: «الشرق الأوسط الجديد»، أي أن يقدِّم هؤلاء خريطة جغرافيا سياسية جديدة. على أي أساس؟ تأمين الحاجات والمصالح غير الشرعية لأمريكا. بالطبع، ما كان يريده هؤلاء ويسعون وراءه لم يتحقق. أراد هؤلاء القضاء على «حزب الله»، وهذا ما كان ضمن أهدافهم في الخريطة الجديدة لديهم: القضاء على «حزب الله». لقد صار «حزب الله» أقوى بعشرات الأضعاف بعد حرب الأيام الثلاثة والثلاثين. وأنا الآن أقول: عشرة أضعاف لأنني أحتاط، غير أنَّه غدا أقوى من ذلك. لقد أرادوا ابتلاع العراق ولم يتمكنوا. إن قصة العراق لهي قصة عجيبة. كان هذا قرار الأمريكيين، وهو أن يضعوا في العراق حكومة أمريكية، فوضعوا جنرالًا أمريكيًا[13] في السلطة، ثم وجدوا أن الأمور لا تتقدَّم مع الجنرال الأمريكي، فنحوه جانبًا، وجاؤوا إلى السلطة بأمريكي غير عسكري[14] ليكون رئيسًا للعراق، أي ليكون أمريكيٌّ رئيسًا أو سلطانًا للعراق بوصفه دولة! ثم وجدوا أنه لا يمكن، فوضعوا عراقيًا تابعًا لهم[15]، وذلك أيضًا لم يحدث [شيء معه] ولم يتقدم [بالأمور]، إلى اليوم. إنَّ خلايا المقاومة في العراق تدخل اليوم في وقائع فلسطين، وتتخذ الحكومة العراقية موقفًا بصلابة، أي ما كان قد أطلق الأمريكيون عليه «الشرق الأوسط الجديد» يختلف 180 درجة عمّا هو اليوم.كانوا يريدون ابتلاع العراق دفعة واحدة ولم يتمكنوا، ولم يتحقق ذلك. كانوا يريدون السيطرة على سوريا وجعلوا وكلاءهم باسم «داعش» و«جبهة النصرة» ومن هذا القبيل ينقضون على الدولة، وكذلك حرّضوا باستمرار نحو عشر سنوات، ودعموا وقدموا الأموال والإمكانات، ولم يحدث [ما يريدون].

 

لقد أخفقوا، أخفقوا بالكامل في تحقيق «الشرق الأوسط الجديد» الذي كانوا يرومون خلفه. كان من أجزاء «الشرق الأوسط» ذاك أن يُصفُّوا القضية الفلسطينية لمصلحة الكيان الغاصب، لكي لا يبقى بعدها من الأساس شيء باسم فلسطين. حتى [حل] الدولتين الخائن ذاك، الذي أقروه سابقًا، نكصوا عنه، ولم يستطيعوا، ولم يتحقق. انظروا الآن كم اختلفت مكانة فلسطين عن عشرين سنة خلت! ماذا كانت فلسطين قبل عشرين عامًا وما هي اليوم، وماذا كانت «حماس» قبل عشرين عامًا وما هي اليوم. نعم، إنَّ الجغرافيا السياسية للمنطقة في سبيل التبدّل الجوهري لكن ليس لمصلحة أمريكا [بل] لمصلحة جبهة المقاومة. نعم، إن خريطة الجغرافيا السياسية لغربي آسيا تغيَّرت لكن لمصلحة المقاومة التي انتصرت. كان الإمام قد فهم وقدَّر [الأمور] جيدًا. لقد استطاعت خلايا المقاومة أن تغير جهة الحركة لمصلحتها وأن تبدلها.

لهذه الخريطة الجديدة سمات، وسأعدّد لكم بعض سماتها. إنَّ هذه الخريطة الجديدة الآخذة بالسيطرة على هذه المنطقة بالتدريج لها سمات عدة. سمتها الأولى اجتثاث أمريكا. فما معنى «اجتثاث أمريكا»؟ أي نبذ الهيمنة الأمريكية على المنطقة. ليس معناه قطع العلاقات السياسية مع أمريكا، ولا أن ننتظر الآن أو نتصور أن تقطع دول المنطقة علاقاتها السياسية [مع أمريكا]. لا، فهم يمتلكون علاقات سياسية مع الجميع، ولديهم مع أمريكا أيضًا، فليكن لديهم، غير أنَّ الهيمنة الأمريكية آخذة بَعدُ بالضعف يومًا فيومًا، فما كانت تريد أمريكا تحقيقه في الدولة الفلانية – في النفط والسلاح ومختلف العلاقات – آخذ بالزوال تدريجيًا، وقد زال كثير منه، وسيزول أكثر من هذا أيضًا. كانت أمريكا تتَّبع سياسة منذ سنين خلت، وكانت هذه السياسة نفسها الهيمنة على المنطقة، وكان دعم الكيان الصهيوني أيضًا الأداة الأساسية لهذه السياسة. وبقدر ما أمكنها، تدعمه وتطلق يديه وتحثّ الآخرين على إقامة علاقات معه. بالطبع هذه السياسة قديمة لعقود خلت، وقد شدَّدوا هذه السياسة قبل عقد من الزمن إلى عقدين، فمضوا خلف أفغانستان، ومضوا خلف العراق، وأرادوا بسط الهيمنة عبر احتلالهما [لكن] لم يستطيعوا. إنَّ السياسة والتوجه اليوم في هذه المنطقة هو اجتثاث أمريكا. من العلامات الجليّة والبارزة اليوم أمام الأعين «طوفان الأقصى» هذا. نعم، حادثة «طوفان الأقصى» هذه ضد الكيان الصهيوني لكنها «اجتثاث لأمريكا»، هذه الحادثة التاريخية. كانت حادثة «طوفان الأقصى» تاريخية بالمعنى الحقيقي للكلمة. استطاعت «طوفان الأقصى» أن تبعثر مشروع أمريكا في المنطقة، وإن شاء الله، وإذا استمر هذا الطوفان، فسوف يمحو المشروع الأمريكي.إذًا، كانت إحدى سمات التغيير لخريطة الجغرافيا السياسية للمنطقة أنَّه بدأ اجتثاث أمريكا، وقد بدأت بعض الدول التي كانت تابعة مئة بالمئة للسياسة الأمريكية الاختلاف مع أمريكا، وأنتم بطبيعة الحال ترون وتسمعون، وهذا سيستمر.

 

هناك سِمة أخرى هي أنّهم صنعوا ثنائيّات مزيّفة ومفروضة في المنطقة، وهذه الثنائيّات تلاشت. إنّ ثنائيّات «عربي وغير عربي»، و«الشيعة والسنّة»، وخُرافة «الهلال الشيعي» – خطر اجتياح الشيعة للمنطقة – وكان كلامًا تافهًا طرحوه، كلها تلاشت. من الذين قدّموا أكبر المساعدات إلى الفلسطينيّين في «طوفان الأقصى» وقبلها؟ كانوا الشيعة. شيعة لبنان والعراق والشيعة من العرب وغير العرب. هذه الثنائيّات المفروضة تلاشت وسادت بدلًا منها ثنائيّة جديدة في المنطقة: المقاومة والاستسلام. هذه الثنائيّة مطروحة اليوم في هذه المنطقة. ما الذي تعنيه «المقاومة»؟ تعني رفض الرّضوخ لغطرسة أمريكا وجشعها. هذه هي المقاومة. حسنًا، قد يقاوم بعض الأشخاص بنسبة مئة بالمئة، وآخرون بنسبة ثمانين بالمئة، وبعضهم بنسبة خمسين... على أيّ حال إنّ تيّار المقاومة وحركتها اليوم في المنطقة تيّارٌ واضح، في حين يقع «الاستسلام» في النقطة المقابلة له، وهو مُهينٌ ومذلٌّ للشعوب والحكومات.

 

هناك سِمة أخرى لخريطة منطقتنا الجديدة هي حلّ قضيّة فلسطين. إنّقضيّة فلسطين تتّجه نحو الحلّ، بتوفيقٍ من الله. ما الذي يعنيه «حلّ قضيّة فلسطين»؟ يعني بسط السيادة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين. لقد طرحنا مشروعنا: استفتاء الفلسطينيّين. طبعًا، أولئك المحتلّون لا حقّ لهم لكنّ الفلسطينيّين أنفسهم، في أرض فلسطين أو داخل المخيّمات في الدول المجاورة لفلسطين أو سائر الأماكن حيث ما كانوا – هناك ملايين عدّة من الفلسطينيّين –، هم جميعًا يُمكنهم الإدلاء بأصواتهم. [الاستفتاء] منطقٌ مقبول وحضاري ويُمكن أن يتبناه العالم لإدارة فلسطين. طبعًا قد يقول بعض الأشخاص: حسنًا، ما تطرحونه يرفضه الكيان الصّهيوني ولن يرضخ له. نعم، نعلم أنّه لن يرضخ، لكن رضوخه ليس بيده ولا بإرادته. أحيانًا لا ترغب حكومة ما أو دولة ما في شيء معيّن لكنّه يُفرض عليها وتُضطرّ إلى تنفيذه. فإذا جرت متابعة هذه القضيّة – ستجري متابعتها، إن شاء الله – وفي حال أصرّت نوی هذه المقاومة على إرادتها وأظهرت عزمًا راسخًا وقرارًا جادًا، فسوف يتحقّق هذا الأمر دون أدنى شكّ. بناءً عليه إنّ حلّ قضيّة فلسطين أيضًا من تلك الخصائص التي سيشهدها غرب آسيا الجديد هذا، إن شاء الله.

يكذب بعض الأشخاص والمتحدّثين في العالم حين يتكلمون على آراء الجمهوريّة الإسلاميّة في المنطقة، ويزعمون أنّ إيران تقول: يجب أن ترموا اليهود والصهاينة في البحر. كلا، هذا ما قاله بعض العرب يومًا ما في الماضي، ونحن لم نقل هذا أبدًا. نحن لا نرمي أحدًا في البحر. إننا نقول إنّ الرأي رأي الناس، وإنّ تلك الحكومة التي ستتشكّل وفقًا لإرادة الشعب الفلسطينيّ هي من سيتّخذ القرار بشأن الناس هناك ومن جاؤوا من سائر الدول. قد يقولون: فليبقوا جميعهم في فلسطين – مثلما حدث في بعض الدول الأفريقية التي زرتها خلال رئاستي، فقد كان البريطانيّون يحكمون تلك البلاد واستطاع الناس المحليّون بنضالهم الانتصار والتغلّب على البريطانيين لكنهم أبقوا على أولئك في بلدهم، فقد ارتأوا مصلحة في ذلك وأبقوهم، وهؤلاء قد يُبقونهم أيضًا - وقد يقولون: كلا، فليرحل بعضهم، أو فليرحلوا جميعهم؛ القرار في أيديهم ولا رأي لنا في هذا الصدد أبدًا. حسنًا، هذا في ما يرتبط بهذه القضيّة. لأذكر كلمة [عن «طوفان الأقصى»]. «طوفان الأقصى» هذا حادثة مهمّة واستثنائيّة وقعت، فقرّبت الأهداف، وقرّبت المسار من بلوغ هذه الأهداف وسهّلته. تحقّق عمل عظيم، والكيان الصهيوني الذي تلاشت أعصابه وانهارت أراد أن يُخمد هذا الطوفان بقصف المستشفيات والمدارس والتجمّعات الشعبيّة وقتل الأطفال، فعجز ولن يتمكّن من ذلك أيضًا. لن ينتهي هذا الطوفان بارتكاب هذه الجرائم.أنتم تقرؤون الصّحف والمجلات وأمثالها، ولن أكرّر [ما ذُكر]، لكنّ الكيان الصّهيوني لم يحقّق أيّ هدفٍ من أهدافه، فراح ينكّل بأرواح الناس نتيجة غضبه وكونه غاضبًا، وهذا لم يُفده بشيء ولن يحقّق أيّ فائدة، بل سيُريق ماء وجوههم أكثر فأكثر.

 

هذه الحركة الوحشية والعديمة الرّحمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني لم تُرق ماء وجه الكيان الصهيوني فحسب بل أراقت ماء وجه أمريكا أيضًا. لقد أراقت ماء وجه أمريكا ومعها عددٌ من هذه الدول الأوروبيّة المعروفة، بل أراقت ماء وجه حضارة الغرب وثقافته. إن ثقافة الغرب وحضارته هي تلك الحضارة نفسها التي تجعل رئيس البلد الفلاني يقف عند خمسة آلاف طفل شهيد بالقنابل الفسفوريّة ليقول إنّ «إسرائيل تدافع عن نفسها». هل هذا دفاعٌ عن النفس؟ هذه ثقافة الغرب! لقد أُريق ماء وجه الثقافة الغربيّة في هذه القضيّة. هذه الفجائع التي ارتُكبت خلال هذه الأيام التي قاربت الخمسين هي عصارة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني على مدى 75 عامًا في فلسطين. لقد كثّفها الآن وإلّا فهو يرتكب دائمًا هذه الأفعال بصورة متواصلة على مرّ هذه الأعوام. إنه يقتل الناس ويطردهم من بيوتهم ويدمّرها، وهذه المستعمرات التي بنوها، أين كان بناؤها؟ أين بُنيت المستعمرات الصهيونيّة؟ لقد دمّروا بيوت النّاس والمزارع الفلسطينيّة وبنوا المستعمرات الصهيونيّة. قتلوا كلّ من وقف في وجههم، وقتلوه حتى لو كان طفلًا أو امرأة. هذا هو العمل الذي يفعلونه طوال 75 عامًا.

في رأينا، لا يُمكن إخماد «طوفان الأقصى»، إن شاء الله. فليعلموا أنّ هذا الوضع لن يستمرّ أيضًا، بحول الله وقوّته. 

حسنًا، انتهى كلامي، [لكن] أودّ تقديم بعض التوصيات إلى التعبئة. هذه التوصيات خاصّة بالتعبئة بصفتها منظّمة، وكذلك كلّ واحد من أفرادها. التوصية الأولى: ارفعوا مستوى بصيرتكم، سواء في ذواتكم أو لدى الآخرين. البصيرة قضيّة مهمّة.

التوصية التالية: أمسكوا بزمام الأمور في القضايا المهمّة ولا تنجرّوا إلى لُعبة العدوّ. عندما نتمتّع بالبصيرة ندرك دور العدوّ في هذه القضيّة فلا نتحرّك وفق خطّته، أي إننا – وفق التعبير الرائج – لا نَنجرّ إلى لُعبة العدوّ.

التوصية التالية: لا تفقدوا الأمل أبدًا في المستقبل، وحذارِ من أن تؤثّر فيكم الوساوس. إنّ الدليل الواضح على أهمية أن يكون الشاب اليوم مُفعمًا بالأمل دائمًا هو تحقيق هذا التقدّم كلّه رغم تعرّض بلده للحظر والحصار الاقتصادي على مدى أكثر من أربعين عامًا. ليس [في مجال] السلاح فحسب – عُرض على التلفاز ورآه الجميع – بل في قطاعات البلاد شتّى، على مستوى الخدمات أو توفير الإمكانات والرفاهيّة لمختلف القطاعات التي تهمّ النّاس كالتواصل والاتصال، والعلم والتكنولوجيا والإنتاج. لقد تحقّق تقدّم استثنائي. إنّ أنواع التقدّم هذه تحقّقت في وقت أغلق العدوّ – وفق ظنّه – أبواب التقدّم كلّها علينا كمنع التجارة والتصدير والاستيراد وعدد من هذه الأمور.لقد تقدّمت البلاد وسط هذه الظروف. حسنًا، في البلد الذي يتقدّم على هذا النّحو، هل يبقى موضعٌ لليأس؟ أنتم قادرون على فعل كلّ شيء. في مقدوركم التقدّم إلى الأمام مئة ضعف مما حقّقناه من تقدّم حتى الآن، بشرط أن تكونوا حاضرين في الميدان وتبذلوا الجهود وتعملوا، وأنتم تعملون.

 

التوصية التالية:اجتنبوا الغرور. لا تغترّوا، كما قلت لكم سابقًا. لا تغرنّكم أمور من قبيل: نحن مميّزون إلى هذا الحدّ، وأعزّاء إلى هذا الحدّ، وتعبويّون إلى هذا الحدّ، وهم يمدحوننا بهذا القدر، والإمام [الخميني] قال كذا وآخرون قالوا كذا... اشكروا الله على نيلكم التوفيق وأنّ الله وفقكم أن تكونوا تعبويّين. اشكروا الله واسألوه ألّا يسلبكم هذه النعمة.

التوصية التالية: لا تشعروا أبدًا بالعجز وغياب القدرة على إنجاز الأعمال الكُبرى. عندما نواجه عملًا مستعصيًا، فإذا ما شحذنا الهمم وتحلّينا بالصّبر وبذلنا الجهود، فسيُحلّ حتمًا ويُنجز. إنّ العلاج أمام الأعمال التي ننظر إليها باستعجال ونلاحظ أنّه لا يمكننا فعلها أن نشحذ الهمم ونتمتّع بما يكفي من الصّبر وألا نتسرّع وأن نبذل المزيد من الجهود. نحن قادرون حتمًا على إنجاز أيّ عمل كبير. لا تشعروا بالعجز أبدًا.

التوصية التالية: كما ذكرنا سابقًا، اجتنبوا الأعمال الظاهريّة والاستعراضيّة المفتقرة إلى المضامين. نعم يُمكن وضع بعض الأشياء داخل خزانة العرض وأمام المرآة، ولا ضير في هذا أيضًا، بل هو ضروريٌّ أحيانًا، لكن شرط أن يكون شيئًا ذا معنى.

التوصية التالية: إنّ هذه الصّفة والسّمة التي منحوكم إيّاها، أي صفة التعبئة وسمتها، أمانةُ الله لديكم. اعرفوا قيمة هذه الأمانة وكونوا أمناء وحافظوا عليها جيّدًا.

التوصية التالية: اجتنبوا ثنائيّات القطب الكاذبة، فدائمًا ما يفتعلون ثنائيّات قطب كاذبة في البلاد: مؤيّد لزيد، ومؤيّد لعمرو، ومؤيّد للفكر الفلاني، ومؤيّد [لفلان]... ما هذا الكلام! أولئك الذين يؤيّدون أسُسكم ومبادئكم ودينكم وثورتكم وولاية الفقيه وأمثال هذه الأمور هم إخوةٌ لكم حتى لو كان لديهم اختلاف ذوقيّ معكم أيضًا. إنّ التصريحات التي تُطلق في هذه الساحة الافتراضيّة من الأمور التي ينبغي للإنسان حقًّا أن يشتكي منها ويعاتب. يهاجم هذا ذاك وذاك هذا من أجل أمرٍ عديم القيمة! اجتنبوا هذه الأمور، ولا تمارسوا – أنتم التعبويّين – هذه الأعمال.

التوصية الأخيرة: استقطبوا القوى المخططة إلى جانب القوات التشغيليّة. هناك حاجة إلى التدبير والفكر والتخطيط قبل الشجاعة والرجولة والشهامة. تحرّكوا بتدبير.

ختام كلمتي أن توكّلوا على الله المتعالي؛ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (الطلاق، 3). أسأل الله أن يحفظكم جميعًا.

والسّلام عليكم ورحمة ‌الله وبركاته.

 


[1] في بداية هذا اللقاء، قدّم تقريرًا العميد غلام رضا سليماني (رئيس منظمة تعبئة المستضعفين).

[2] صحيفة الإمام (النسخة الفارسية)، ج. 21، ص. 194، نداء إلى الشعب الإيراني وقوات التعبئة البواسل بمناسبة أسبوع التعبئة، 23/11/1988.

[3] المصدر السابق.

[4] المصدر السابق.

[5] الشهيد محسن فخري زاده، العالم النووي والدفاعي للبلاد. استشهد في 27/11/2020 في منطقة آبسرد بدماوند.

[6] كان السيد سعيد كاظمي آشتياني من العلماء البارزين والمديرين البارزين من نمط الثورة الإسلامية، ومن الرواد المجاهدين في ابتكارات العلوم البيولوجية، ورئيس «معهد رويان للأبحاث». تمكنت إيران خلال إدارته من تحقيق نجاحات كبيرة مثل تطوير أساليب متقدمة لعلاج العقم وإنتاج الخلايا الجذعية الجنينية وتكثيرها وتجميدها، واستنساخ الحيوانات.

[7] كلمة في لقاء مجموعة من الطلاب، 26/4/2022.

[8] عدَّ غلام رضا سليماني (رئيس مؤسسة تعبئة المستضعفين) ضمن استعراض تقرير عن آخر إقدامات هذه المؤسسة في المجالات الثقافية والاجتماعية والأمنية والعلمية، «جهادَ التبیین» و«جهادَ الخدمة» و«جهادَ بثّ الأمل»، التوجهات الأساسية الثلاثة للتعبويين، مؤكدًا جهوزية هذه القوَّة للتصدي لأي تهديد ضد البلاد ومكافحة جرائم الكيان الصهيوني.

[9] الدعاء العشرون.

[10] صحيفة الإمام (النسخة الفارسية)، ج. 21، ص. 194، نداء إلى الشعب الإيراني وقوات التعبئة البواسل بمناسبة أسبوع التعبئة، 23/11/1988.

[11] أنوري، ديوان الأشعار، القصائد (مع قليل من الاختلاف).

[12] عرض رالف بيترز (مقدَّم متقاعد من الأكاديمية العسكرية الأمريكية) في مقالة بعنوان «الحدود الدموية» - نُشرت في 6/2006 في مجلة القوات المسلحة التابعة لهذا البلد - خريطة جديدة للحدود في غربي آسيا تحت عنوان «الشرق الأوسط الجديد»، وعدَّ التغييرات الصعبة في هذه المنطقة آلام الناس الضرورية للوصول إلى السلام والطمأنينة. ثم جرى هذا المصطلح على الألسن بدلًا عن «الشرق الأوسط الكبير»، في وقت عبَّرت كونداليزا رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك) في 21/7/2006 في تل أبيب عن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على لبنان - ضمن أحداث حرب الأيام الثلاثة والثلاثين – عن أنه «مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد»، وأضافت: «نحن مهما فعلنا، فعلينا أن نكون واثقين أنه ضغطٌ نحو الشرق الأوسط الجديد، لا عودة إلى الشرق الأوسط القديم».   

[13] جاي غارنر.

[14] بول بريمر.

[15] غازي مشعل عجيل الياور.

 

أحيت معاهد المهدي(ع) مناسبة ولادة السيدة زينب(ع) ويوم الممرضة المسلمة بسلسة من الأنشطة، ففي معهد السيد عباس الموسوي(رض) الفني العالي، زار وفدٌ من الكادر الإداري كل من مستشفى دار الأمل، ودار الحكمة، ومستشفى بعلبك الحكومي، ومركز التآخي الصحي، ومختبر الدكتور حمد حسن، حيث قدموا التهنئة بهذه المناسبة المباركة وأثنوا على جهودهم المعطاءة مع إدارة المعهد.

 

   

 

كما زار طلاب اختصاص العناية التمريضية في معهد الرسول الأعظم(ص) التقني وأساتذتهم، ثانويةالمهدي(ع) الحدث، في زيارة صحية تثقيفية توعوية، حيث تم تعريف التلامذة على حقيبة الإسعافات الأوليّةfirst aid kit وأهميتها ومحتوياتها، ووزعت منشورات تخدم الهدف نفسه.

 

    

 

 
 

الرزنامة


نيسان 2024
الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت
31 1 ٢٢ 2 ٢٣ 3 ٢٤ 4 ٢٥ 5 ٢٦ 6 ٢٧
7 ٢٨ 8 ٢٩ 9 ٣٠ 10 ٠١ 11 ٠٢ 12 ٠٣ 13 ٠٤
14 ٠٥ 15 ٠٦ 16 ٠٧ 17 ٠٨ 18 ٠٩ 19 ١٠ 20 ١١
21 ١٢ 22 ١٣ 23 ١٤ 24 ١٥ 25 ١٦ 26 ١٧ 27 ١٨
28 ١٩ 29 ٢٠ 30 ٢١ 1 2 3 4
لا أحداث

مواقع صديقة

Image Caption

جمعية المبرات الخيرية

Image Caption

مؤسسة امل التربوية

Image Caption

مدارس الامداد الخيرية الاسلامية

Image Caption

المركز الاسلامي للتوجيه و التعليم العالي

Image Caption

وزارة التربية والتعليم العالي

Image Caption

جمعية التعليم الديني الاسلامي

https://socialbarandgrill-il.com/ situs togel dentoto https://sabalansteel.com/ https://dentoto.cc/ https://dentoto.vip/ https://dentoto.live/ https://dentoto.link/ situs toto toto 4d dentoto omtogel http://jeniferseo.my.id/ https://seomex.org/ omtogel https://omtogel.site/