لماذا يا موت؟

تأخذ أغلى الأحبّة

تترك في القلبِ لوعة

وفي العينِ دمعة

وفي الفؤادِ حسرة

لماذا يا موت؟

فالموت يُتم

والبُعد سقم

والفراق ألم

يا موت تمهّل قليلًا

رويدًا رويدًا

لنتزود من عطفهم

وننهل من معينِ عطائهم

ونعلو بارتقائهم

تمهّل يا موت

فقد خطفت منّا أغلى جوهرة في مدرستنا

وفرصة الوداع لم تعطنا

لماذا يا موت؟

أربعون يومًا على الرحيل

مرّت وكأنّها سنوات

لم نعتد على غيابك بعد

فأنت حاضرة بيننا

ترافقيننا في كل تحركاتنا

تسمعين همسات أصواتنا

وبعطفك تكفكفين دموعنا

فألف سلام لروحك

أسدلَ الليلُ ستاره

وهدأت النّفوس

وعمّ الصّمت

وغفت العيون

وبدأ قلبي يهمس بصوت خافت

أين العزيز غاب؟

أين الحبيب رحل؟

وبدأ شريط الذّكريات

وكأنه فيلم طويل

ابتسم حينًا

وأبكي حينًا آخر

وأتساءل

هل يا تُرى يعود يومًا؟

هل لنا من لقاء؟

ومرت السّاعات والسّاعات وأنا على تلك الحال

وإذ بي أسمع نداء، لا يعلو فوقه نداء

"اللّه أكبر"

ها هو آذان الفجر قد حان

فهدأ روعي

وسكن قلبي

فالغالية رحلت إلى ربّ رحيم

رحلت لتجاور من هم أعزّ وأغلى

الرّسول وأئمة الهدى

فيطمئن الفؤاد، وتغفو العين على أمل اللقاء

حيث لا موت هناك ولا فناء

بأمان اللّه

أختك المحبة إيمان حسين

عامٌ مضى على رحيلها.

لم يكن عاماً عاديّاً لكلّ من عرفها في ميدان العلم والتعليم؛ كان عاماً مثقلاً بالفقد والحسرة، مليئاً بالشوق الذي خلّفه الغياب والموت، هذا الغياب المفاجئ الذي قدّره الله سبحانه وتعالى دون سابق إنذار أو تمهيد.

كان خبر الرحيل صبيحة يوم الأربعاء 27 تشرين الأوّل 2021م أشبه بصاعقة، هزّت قلوب المحبّين والعاملين في المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم- مدارس المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف- وتحديداً ثانويّة شاهد، حيث أمضت المربّية الفاضلة الحاجة سهى غسّاني ما يقارب 24 عاماً من عمرها في مجال جهاد التربية والتعليم.

وعلى أعتاب الذكرى الأولى لرحيلها، يطيب لنا أن نقلِّب معاً صفحات مشرّفة من حياة الأستاذة سهى، التي كانت لا تملّ ولا تكلّ من العمل بإخلاص، فكانت تنثر المعرفة والعلم في ميدان عملها، وتتابع بحبّ وتفانٍ أدقّ التفاصيل المتعلّقة ببيتها وعائلتها.

المربّية سهى غسّاني: 24 عاماً في جهاد التعليم، تحقيق: فاطمة خشّاب